مررت بجانب حجرتك الصغيرة الدافئة فلم أجد سوى نفسي تفيض بالحنان والشوق اليك ..
وقفت أمام بابها المغلق , ترددت كثيراً في فتحه في حين كنت قد اغلقته منذ ساعات ..
ساعات غربتك عنا ... ساعات رحيلك ولملمة ذكرياتنا معاً ...
فتحت باب الحجرة , نظرت الى أركانها والى كل زاوية من زواياها ..
كانت مرتبة على غير عادة والهدوء يخيم عليها ..لم اعتاد على هذا النمط من الشعور ..
فقد اعتدت على الفوضى في حاضرك وتبعثر اغراضك هنا وهناك ..
رأيت ملابسك على الكرسي حضنتها بشوق ولهفة متمنية رؤياك ولو لدقيقة ..
لاخبرك أنك لم تكن فقط أخي بل كنت أيضاً أبي تخاف علي وتريدني الأفضل ..
تقدمت نحو صورتك تحدثت معك ولكنك لم تجيبني بل لازمت الصمت على الكلام ..
فقد كنت اعلم ان لغة الصمت لديك أكبر من التعبير بالكلام ..
ناديتك كثيراً ولكن صدى صوتي أتعبني , والعبرة خنقتني, وحنيني اليك أرهقني ..
كم أشتاق اليك يا أخي ..
اشتاق للنظر اليك..
أشتاق لمقالبك ..
اشتاق لغضبك ..
أشتاق لخوفك علي ..
أشتاق لضحكاتك ..
أشتاق لمزاحك ..
سأشتاق اليك دوماً يا أخي والى كلامك ولكني لم ولن أعتاد يوماً على غيابك .