ما أجملك أيتها الأرض و ما أبهاك.
ماأتم امتثالك للنور و أنبل خضوعك للشمس.
ما أضرفك متشحة بالظل و ما أملح وجهك مقنعا بالدجى.
ما أعذب فجرك وما أهول تهاليل مسائك.
ما أكملك أيتها الجزائر و ما أسناك.
لقد سرت في سهولك ، و صعدت على جبالك ، وهبطت الى أوديتك ،
وتسلقت صخورك، و دخلت كهوفك ، فعرفت حلمك في السهل ، و أنفتك
على الجبل ، و هدوئك في الوادي، و عزمك في الصخر، و تكتمك في
الكهف ، فأنت أنت المنبسطة بقوتها ، المتعالية بتواضعها ، المنخفضة
بعلوها ، اللينة بصلابتها ، الواضحة بأسرارها و مكنوناتها.
لقد ركبت بحارك ، و خضت أنهارك ، و تتبعت جداولك ، فسمعت
الأبدية تتكلم بمدك و جزرك ، و الدهور تترنم بين هضابك و حزنك ،
و الحياة تناجي الحياة في شعبك و منحدراتك ، فأنت أنت لسان الأبدية
وشفاها ، و أوتار الدهور و أصابعها ، وفكرة الحياة و بيانها.
لقد أيقضني ربيعك و سيرني الى غاباتك حيث تتصاعد أنفاسك
بخورا ، و أجلسني صيفك في حقولك حيث يتجوهر اجهادك أثمارا
، و أوقفني خريفك في كرومك حيث يسيل دمك عنبرا ، وقدني شتاؤك،
الى مضجعك حيث يتناثر طهرك ثلجا ، فأنت العطرة بربيعها ، الجوادة
بصيفها ، الفياضة بخريفها النقية بشتائها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل