تهافت الجزائريون أمس على نقاط البيع لمتعاملي الهاتف النقال “أريدو” و “موبيليس”
لاكتشاف الجيل الثالث للهاتف النقال وتجربة الإبحار عبر الانترنت بسرعة فائقة.
لم يكن المشهد عاديا ولا مشابها لباقي الأيام لدى نقاط بيع متعاملي الهاتف النقال في العاصمة في أول يوم لإطلاق العملية التجارية للجيل الثالث، فبوكالة “نجمة أريدو” في ديدوش مراد بقلب العاصمة، اصطف الزبائن إلى غاية البوابة الزجاجية الخارجية فقط من أجل اقتطاع تذاكر الدور.
هذا المشهد الذي استوقف الكثير من المارة بشارع ديدوش مراد لتبيّن الأمر، قبل أن تأتيهم الإجابة من بعض الشباب الجالسين بالقرب من المحل “ما كاين والو 3 جي برك”، ليواصل البعض طريقهم فيما انضم آخرون للطابور ولو للاستفسار فقط.
ومثل الجميع انضممت إلى الطابور من أجل اقتطاع تذكرة الدور، ثم أخذت مكاني بين المنتظرين وقوفا، فلا أماكن شاغرة، “هكذا هو الحال منذ ساعة” تقول الشابة الواقفة بالقرب مني وهي تتأفف، “لم أكن أتصور أن الإقبال سيكون بهذا الشكل، انتظرت دوري منذ ساعة، كل من ينادى عليه يمضي 20 دقيقة في الاستفسار عن أدق التفاصيل التي يمكن أن يجد الإجابة عنها في موقع المتعامل أو في الملصقات الإشهارية”.
وأنا أنتظر دوري “الافتراضي”، وصلني صدى صوت شابة كانت تحمل لوحتها الالكترونية راحت تشتكي من انتهاء رصيدها بعد تأكيد اشتراكها قبل يومين فقط، قائلة إنها تلقت عدة رسائل تعلمها أن رصيد الانترنت قد انتهى، وراحت تؤكد أنها لم تستعمله، المشهد استوقف الجميع الذين راحوا يحدقون في الشابة التي كانت في آخر الطابور، ومنهم من فكر في مراجعة حساباته قبل أن “يتورط”، على غرار الشابة التي كانت واقفة بالقرب مني، إذ علقت بالقول “بداو المشاكل”.
غير أن أحد موظفي الشباك أنقذ الموقف، فنادى على الفتاة وراجع اشتراكها قبل أن يؤكد لها أن ضبط الانترنت لديها تم بشكل خاطئ، وبأنها ولجت الانترنت دون أن تنتبه، وهو ما طمأن باقي الزبائن.
للشيوخ أيضا نصيب
يخطئ من يظن أن “3جي” تستهوي فقط الشباب ولو أن نسبة كبيرة من هذه الفئة كانوا من بين الزبائن، فعدد كبير من الكهول والشيوخ كانوا أيضا في انتظار دورهم حتى وإن كان أحيانا من أجل الاستفسار فقط، على غرار الذي بدا أنه في عقده السادس وراح يستفسر الموظفة في والكالة عن أدق التفاصيل في عروض واشتراك الجيل الثالث.
وراح الزبون يلح في تلقي الإجابة عن سؤال جعله يتردد قبل الاشتراك، وهو إمكانية انتهاء الرصيد في يوم واحد، قبل أن تجيبه الموظفة أن الرصيد ينتهي حسب الاستهلاك، وبأن انتهاءه في يوم واحد أمر مبالغ فيه، ونصحه باختيار أنواع أخرى من الاشتراك التي تراعي الاستهلاك حسب الحاجة، لكن لم تكن الإجابة شافية بالنسبة إليه فكان رده “سأفكر وأرى”.
لكن لم يكن هذا حالَ زبون آخر بدا أيضا في نفس السن، واستفسر عن كل العروض قبل أن يقرر الاشتراك، غير أنه واجه مشكلة عندما طلبت منه الموظفة استعراض جهازه النقال من أجل ضبطه، حيث أكدت له أن هاتفه لا يضمن خدمة “3جي”، وهو ما أثار استغرابه وهو يؤكد لها أن هاتفه مزود بخدمة “الويفي” والانترنت، لتسترسل الموظفة في توضيح الأمر. بعد 20 دقيقة من الوقوف ظفرت بمكان للجلوس لأواصل متابعة المشهد، فشدتني الأحاديث بين المنتظرين، الجميع كان يتحدث عن إيجابيات وسلبيات عرض كل المتعاملين، وحتى عن أنواع الهواتف الذكية التي تتماشى أحسن مع خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال، وهو حال الشابة التي كانت جالسة أمامي وراحت توضح لمرافقتها أن هاتفها أحسن وأكثر ملاءمة لهذه التقنية، رغم أن هاتف مرافقتها من “آخر طبعة” للهواتف الذكية. وهو ما أثار موجة ضحك بعض الشباب الجالسين في المكان.
لا إنترنت غير محدودة
أما سلبيات وإيجابيات كل عرض فكانت أيضا من أكثر اهتمامات الزبائن، فالكثير منهم قصدوا نقطة البيع للاستفسار حتى يتخذوا الخيار الصحيح، على غرار كهل في عقده الخامس كان ينتظر دوره وهو يتبادل الحديث مع شاب كان جالسا بالقرب منه، فأخبره أنه أراد هذه الخدمة للحديث مع ابنه الطالب في فرنسا في أي وقت عبر “السكايب”، قبل أن يجيبه الشاب أن هذه الخدمة غير متوفرة هنا وعليه تغيير الوجهة نحو “موبيليس”.
وكانت وجهتنا أيضا نقطة بيع “موبيليس” المجاورة للبريد المركزي في قلب العاصمة، وعلى شساعة مساحة فضاء نقطة البيع إلا أن الإقبال الكبير للزبائن فاق كل التوقعات، حتى أن أمور التنظيم فلتت من أعوان الأمن وأعوان المراقبة، ولم يكن السبب ليخفى على أحد، أو على الأقل بالنسبة إلي، فأول من قابلني وأنا ألج المقر أحد أعوان الأمن وهو يردد “هبلوني صحاب 3جي”.
ومثل نقطة البيع السابقة كان صعبا حتى اقتطاع تذكرة الانتظار، فتخليت عن الفكرة وتابعت توجيهات عون الأمن لمن سبقوني للشباك الذي يقدم فيه الموظف توضيحات عن خدمة الجيل الثالث، ولم يخل المكان من مناوشات بين بعض الزبائن حول الدور، وكانوا من كلا الجنسين ومن كل الشرائح العمرية أيضا، كلهم كانوا مهتمين بعروض خدمة الجيل الثالث.
واتفق الجميع وهم يسألون إن كانت خدمة الإنترنت غير محدودة، غير أن إجابة الموظف كانت محبطة للأغلبية وهو يؤكد لهم أنه ولا متعامل يقدم خدمة إنترنت بلا حدود، لكن هذا لم يمنعهم من الاشتراك. المشهد لم يختلف كثيرا عن نقطة بيع “أوريدو”، نفس الأسئلة، نفس الاستفسارات والانشغالات ونفس الإجابات. تركنا المكان في انتظار ما ستسفر عنه الأيام الأولى لتجربة خدمة الجيل الثالث في الجزائر.
الجزائر: سلمى حراز
وهران
توافد محتشم وتأجيل للعملية
كانت حركة الزبائن عادية صبيحة أمس بالوكالة التجارية للمتعامل “أوريدو” بشارع الصومام وسط مدينة وهران، من أجل شراء شريحة الجيل الثالث للهاتف النقال. لما استفسرنا أحد العاملين بالشباك عن ضعف الإقبال المسجل على اقتناء الشريحة، رد قائلا “التوافد عادي جدا لكوننا لم نتصل بعدد كبير من الزبائن، وشرعنا في بعث رسائل قصيرة لمشتركينا من أجل التحكم في العملية أكثر”. في سياق آخر، فضل “موبيليس” التريث وعدم الشروع في العملية في انتظار تلقي الضوء الأخضر من الإدارة المركزية. وقال أحد العاملين بالوكالة التجارية بشارع حمو بوتليليس إن “العملية لم تنطلق بعد”.
وهران: ج. بن صالح
قسنطينة
تهافت الشباب لتحقيق الحلم!
شهدت نقاط البيع الخاصة بمتعاملي الهاتف النقال “موبيليس” و “أوريدو” في قسنطينة، إقبالا من طرف المواطنين الراغبين في الاستفادة من خدمة الجيل الثالث والفضوليين الذين أرادوا الاستفسار فقط عن هذه الخدمة، امتيازاتها وكيفية الاستفادة منها. وذكر مواطنون الذين اصطفوا منذ الساعات الأولى من الصباح سواء أمام وكالات موبيليس وأوريدو للحصول على الخدمة، أنهم يتطلعون لخدمة متميزة في هذا المجال تكون بحجم الحملات الإعلامية التي سبقت التسويق. وبوكالة “موبيليس” بمحاذاة مبنى البريد المركزي، تهافت مواطنون بين متحمس يرغب في اكتشاف مزايا الخدمة وبين متردد غير مطلع على تفاصيل الخدمة. وبوكالة “أوريدو”، لوحظ توافد الشباب الذين سارع بعضهم لإحضار لوحاتهم الالكترونية ليجربوا التقنية الجديدة في عين المكان.
قسنطينة: م. صوفيا
المختصون يدعون الزبائن لحسن استغلال التقنية
احذروا سوء استعمال الـ “3 جي”
مع إطلاق خدمات الجيل الثالث، تهافت صبيحة أمس المئات من الجزائريين على نقاط البيع لتحقيق الحلم الذي انتظروه لسنوات، غير أن الاستعمال السيئ لهذه التقنية يمكن أن يجر العشرات من مستعمليها إلى أروقة المحاكم، خاصة ما تعلق بانتهاك خصوصية الأفراد.
وتسجل مصالح الشرطة والدرك عشرات القضايا المتعلقة بالجريمة الالكترونية، حيث ارتفع عدد القضايا المعالجة مقارنة بالسنوات الفارطة، إذ خلال السداسي الأول من السنة الحالية، تم تسجيل 45 قضية مقابل 28 قضية تمت معالجتها في السنة التي قبلها، والرقم مرشح للارتفاع عشية إطلاق الجيل الثالث.
وتنحصر أغلب القضايا التي عالجتها المصالح الأمنية بانتهاك الخصوصية والتشهير بالأفراد، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تستقطب أكثر من 3.5 مليون مستخدم جزائري، عن طريق نشر صور لأشخاص دون موافقتهم، بالإضافة إلى التهديد والنصب والاحتيال عن طريق البريد الالكتروني. ويحذر المختصون في المجال من الاستهانة بتبعات الأفعال المترتبة عن التشهير بالأشخاص عن طريق نشر صورهم أو تصوير الأماكن الحساسة والمرافق الأمنية، خاصة أنه مع استعمال الـ“3جي” ستسهل عملية نشر الصور والملفات في غضون ثوانٍ، محذرين في نفس الوقت الأولياء من توفير الجيل الثالث لأبنائهم دون مراقبتهم، خاصة أن المسؤولية الجزائية بالنسبة للقُصَّر تقع على عائق الأولياء. ويتم معالجة مثل هذه القضايا، حسب ما كشفت عنه مصالح الدرك الوطني، عن طريق تتبع عنوان “آي بي” الذي يتم تحديد صاحبه من خلال قاعدة البيانات الموجودة لدى اتصالات الجزائر.
- See more at: http://www.elkhabar.com/ar/nas/373891.html#sthash.kzqrubkc.dpuf