تحوّلت قضية الدعاء لشابتين بالزواج في مسجد عمر بن الخطاب ببلدية بومقر في نقاوس ولاية باتنة إلى فتنة، عمّ لهيبها أرجاء المدينة، حيث منعت مديرية الشؤون الدينية الإمام من آداء خطبة الجمعة الأخيرة، وقررت تعويضه بآخر، لكنه قوبل برفض قاطع من طرف المصلين، ولم يؤدوا صلاة الجمعة، واكتفوا بآدائها ظهرا وطالبوا بالإبقاء على الخطيب الأول.
الأحداث تعود بداياتها الأولى إلى بضعة أشهر خلت، في أعقاب الدرس الذي يسبق خطبتي الجمعة، عندما فتح الإمام رسالة، وقال بأنها وردت من شابتين تطلبان الدعاء لهما بالزواج والخروج من العنوسة، فدعا لهما الإمام، ولكنه عَقب بالقول بأن الجزائر بلد غني، وأنها تدر أرباحا طائلة من البترول، فماذا لو تم تخصيص إعانات للشباب العزاب حتى يتمكنوا من إتمام نصف الدين، ومن ثمة القضاء على العنوسة.
وحسب بعض مرتادي المسجد، فإن كلام الإمام فُسّر بالتحريض من طرف البعض، رآى آخرون أن الإمام لمّح للعازبتين، وتم التعرف عليهما بالاسم، وتم تأويله على أنه أراد للجزائر أن تصبح مثل ليبيا، وكشف أسرار بنات المنطقة، فقرروا إبلاغ المديرية التي لم تترّيث في إصدار قرار ضده يمنعه من إلقاء الخطبة في المسجد والاكتفاء بالإمامة في الصلوات الخمس، في انتظار نقله إلى مسجد آخر، وعوّضه من يومها خطيب متطوع، وفي يوم الجمعة الماضي جاءهم خطيب آخر من بلدية راس العيون المجاورة، لكنه تفاجأ بالفوضى التي قوبل بها، حيث منع من آداء الخطبة، وشهد المسجد فوضى عارمة، وانقسم الناس بين مؤيد لفكرة تحويل إمامهم إلى مسجد آخر ومعارض لها، قبل أن يحرر أكثر من 1000 شخص من أبناء المدينة عريضة ـ تلقت جريدة الشروق نسخة منها ـ يطالبون فيها مديرية الشؤون الدينية بالعدول عن قرار تحويل الإمام الأصلي، واعتبروا أن الأسباب الحقيقية لهذه الفتنة هم 4 أشخاص في الجمعية الدينية، أرادوا منع الإمام من الإقامة في مسكن منحه فاعل خير للمسجد.