على بعد أسبوع من احتفالات رأس السنة الميلادية، وبعد أن تنافست العام الماضي على لقب عاصمة رأس السنة الميلادية، مدينتا كوالالمبور الماليزية ودبي الإماراتية، دخلت السباق هذا العام مدن أخرى صارت مرشحة لخلافة دبي.
والغريب أن المدن الأشهر في العالم التي تتسابق حاليا وتوجت سابقا، بكونها الأكثر جاذبية باحتفالاتها الباهرة تنتمي لبلدان مسلمة، فبينما صارت دبي عاصمة عالمية تشدّ إليها الرحال بفضل الألعاب النارية وطريقة الاحتفال، خاصة ببرجي الخليفة والعرب، نافستها العاصمة الماليزية بأبراجها أيضا، وباستعمال ألعاب نارية جديدة يتواصل بريقها من آخر ساعات اليوم الأخير من ديسمبر إلى فجر اليوم الموالي، بينما راهنت اسطنبول على أن تخطف في ليلة رأس السنة الميلادية القادمة أكثر من مليون سائح أجنبي غالبيتهم من المسيحيين، توفر لهم تركيا كل أسباب الراحة على الطريقة الغربية من خمور وجنس.
كما تقدم جزيرة بالي التابعة لأندونيسيا الدولة الإسلامية - رغم أن غالبية سكان بالي من الهندوس - برامج من الاحتفالات تشد إليها الرحال من فرنسا وهولندا وخاصة أستراليا، ويتواجد بذلك حاليا أربع دول إسلامية في المركز الأول من حيث الجذب السياحي خلال رأس السنة الميلادية، وهي الإمارات العربية المتحدة وماليزيا وأندونيسيا وتركيا.
وعجزت بقية المدن الغربية المسيحية مثل روما ولندن وباريس ولشبونة عن خطف السياح من هاته البلدان الإسلامية، في الوقت الذي تواصل أغادير المغربية استقطاب السياح الألمان الذين دخلوها هذا العام مبكرا بمناسبة لقاء الدور النهائي من كأس العالم للأندية بين بيارن ميونيخ والرجاء البيضاوي، إضافة إلى جزيرة جربة التونسية التي تنافس بقوة على لقب تاج رأس السنة الميلادية رغم أنها لا تمتلك نفس الإبهار الذي تقدمه مدينتا كوالامبور ودبي، والغريب أن غالبية الفتاوى التي تحرّم الاحتفال بهذا الصخب برأس السنة الميلادية تنطلق من هاته البلدان التي صارت المئات من الفضائيات العالمية تنقل احتفالاتها الصاخبة والباهرة على المباشر، خاصة من دبي والعاصمة الماليزية اللتين تتسابقان في العمران وأيضا في الألعاب النارية.