جلول نمير المنحدر من ولاية الشلف، الناجي الوحيد، في حادث سقوط الطائرة العسكرية بأم البواقي، كان رفقة 16 آخر من أبناء ولايته، قضوا كلهم نحبهم في هذه الحادث الأليم.
جلول نمير ابن سيد عيسى ضواحي توقريت في الشلف، يبلغ من العمر 21 سنة، قال في آخر مكالمة هاتفية مع أمه "خضرة" يوم الاثنين الماضي، "أمي لا تكلميني غدا حتى أكلمك، فأنا ذاهب من تمنراست إلى جيجل، فعندما أصل سأكلمك، وممكن ستجدين هاتفي مغلقا"، فبقيت تلك الكلمات ترن في أذنها، فقالت "لما تابعت نبأ سقوط الطائرة على قناة الشروق تي في قلبي، ضاق وشدني الحزن، فسارعت لأكلم ابني على هاتفه لكن دون جدوى، فازداد خوفي واعتقدت بأنه في تعداد الضحايا، حتى جاء الفرج وأبلغنا زميل له في مكالمة هاتفية بأنه استفاق من غيبوبته بمستشفى قسنطينة، وأنا بصدد التنقل برفقة العائلة لزيارته، بعدما سخرت لنا البلدية سيارة للقيام برحلة لزيارته بقسنطينة.
وأردف رب العائلة، عيسى، التي تعاني ظروف عيش مزرية: "ابني من مواليد 3 مارس 1993، اختار العمل في الجيش، بعد أن ضاقت به جميع السبل، ومضى خمسة أشهر منذ دخوله، أصبت بالذهول وقت سماعي بالحادثة، لكن الحمد لله الذي أنجى ابني، وأرجو الله أن يلهم ذوي الضحايا الصبر على فلذات أكبادهم، وقد أبلغنا احد أصدقائه بأنه مصاب على مستوى الظهر، وفي تحسن، حسب محدثنا". أعز أصدقائه جابر نور الدين قال: "هاتفني جلول في حدود السادسة وربع قبيل الانطلاق، وقال لي أنا ذاهب إلى محول، وسأركب بعد قليل، لكني أشعر بالحزن، وبدأ يبكي ثم انقطعت المكالمة، "وكأنه يعلم ما كان يخبئه له القدر، فأبكاني حتى سمعنا بالفاجعة على شاشة الشروق".