حدد المستشارون النفسانيون 10 تصرفات قالوا إنها تؤثر سلبيا في نفسية التلميذ المشارف على امتحان نهاية السنة قبل وخلال وبعد الامتحان، وحذروا من بعض السلوكيات التي اعتاد عليها التلاميذ مثل تكثيف المراجعة في الساعات الأخيرة وعدم التقيد ببرنامج محدد، ما يؤدي حتما إلى الإرهاق وصعوبة استرجاع المعلومات والإصابة بـ “اللاتفكير”. حسب رئيس اللجنة الوطنية لمستشاري التوجيه والإرشاد عمر قوسم، فإن الكثير من السلوكيات التي اعتاد عليها التلاميذ الذين يجتازون امتحانات نهاية السنة الدراسية قد تؤدي إلى فقدانهم للتركيز خلال الامتحان، خاصة بالنسبة لامتحان نهاية التعليم الثانوي البكالوريا، حيث أكد محدثنا على نقاط اعتبرها ضرورية كي لا يفقد التلميذ تركيزه خلال فترة الامتحان، خاصة أن التلميذ وولي أمره اعتادا على انتهاجها، ومن ذلك ضرورة تجنب تكثيف برنامج المراجعة خاصة خلال الأيام والساعات القليلة التي تسبق الامتحان، حيث تفرض الكثير من العائلات على التلميذ وتيرة سريعة للمراجعة، كما أن التلميذ يحاول أن يستدرك تأخره في بعض المواد عبر المراجعة المكثفة، وهو ما يجعله يصل خلال الامتحان إلى “نقطة اللاتفكير” جراء الضغط. وحذر نفس المتحدث في تصريح لـ “الخبر” من تصرف ثان يكون في الفترة التي تسبق الامتحان وهي فترة المراجعة أيضا، حيث لا يحدد التلاميذ برنامجا للمراجعة، ويدرسون بشكل عشوائي في أحيان كثيرة، وهذا من شأنه أن يُشتت أفكارهم خلال المراجعة وكذلك خلال الامتحان المصيري. أما النقطة الثالثة التي أكد عليها نفس المصدر في لقاء جمعه بـ“الخبر”، فهي تغيير البرنامج الخاص بالمراجعة، إذ من الأحسن عدم التباعد بين المادة والأخرى، خاصة أن الكثير من التلاميذ يفضلون تخصيص أيام لهذه المادة قبل الانتقال إلى أخرى وهكذا، وهو تصرف يصفه ذات المتحدث بالخاطئ، باعتبار أن التلميذ يجب أن يحافظ على نفس وتيرة الدراسة خلال المراجعة. وخلال المراجعة دائما، على التلميذ أن يتفادى الدراسة في أماكن يمكن أن تلهيه عن التركيز مثل الغرفة التي يوجد فيها تلفاز أو أصوات أخرى، وكذلك تحوله إلى الإنترنت من حين لآخر، كل هذا من شأنه أن يشوش على فكره ويجعله غير قادر على الاستيعاب. وقال ميسوم إن على التلميذ تفادي بعض السلوكيات خلال الامتحان، منها تعظيم الامتحان وجعله مصيريا، خاصة أن الكثير من الأولياء يخطئون في الحث على الدراسة والمراجعة بتحويل الامتحان وخاصة امتحان البكالوريا إلى آخر مرحلة يمكن أن يصل إليها التلميذ، وغير مسموح له بالخطأ فيها، وقال محدثنا إن هذا سيفقده حتما تفكيره وتركيزه ويؤثر عليه نفسيا. ويجب على التلميذ تفادي المناقشات الكثيرة التي تسبق الامتحان لأنها قد تشوش عليه وعلى المعلومات التي أخذها طيلة السنة الدراسية وخلال المراجعة، فيما ينصح بتفادي النقاشات التي تلي الامتحان، خاصة أن التلاميذ عادة ما يحاولون حل الموضوع مرة ثانية مع الزملاء الذين يفترض أن يكونوا قد أنجزوه بالشكل الكامل، فهذا التصرف من شأنه أن يشوش على التلميذ، خاصة إذا كان قد أخطأ في سؤال أو في كامل الموضوع، فيدخل الامتحان الموالي مشوش الذهن والأعصاب. من جهة ثانية، ينصح المستشار النفساني بأن يتفادى التلميذ خلال الامتحان الحركة الكثيرة داخل القسم، فبعض التلاميذ يكثرون الحركة والاهتمام بما حولهم ويلتفتون إلى الأستاذ أو باقي الزملاء دون داعٍ، وهذا من شأنه أن يشتت كامل أفكارهم ويجعلهم يتيهون في الأسئلة التي أمامهم، أو قد ينتقلون من فكرة إلى أخرى فيفقدون كامل التركيز. كما ينصح بأن لا ينسى التلميذ أدواته التي يستعملها خلال الامتحان خاصة في الامتحانات التي تحتاج إلى كثير من الأدوات المدرسية مثل الرياضيات والفيزياء والهندسة الميكانيكية وغيرها، وعليه أن يحضرها ما يحتاجه في الكتابة والرسم والتخطيط لأن طلبها من الزملاء قد يؤثر على تركيزه، كما أن الأستاذ الحارس قد يمنعه من ذلك، وينصح محدثنا جميع التلاميذ المقدمين على امتحانات نهاية السنة الدراسية بأن يستعدوا تمام الاستعداد لأنه امتحان مصيري. وأضاف المتحدث نقطة متعلقة بضرورة تدريب التلميذ على الحفظ والمراجعة منذ بداية السنة حتى لا يضطرب مع نهاية السنة الدراسية ويكون معتادا على وتيرة معينة من المراجعة. وذكر رئيس اللجنة الوطنية لمستشاري التوجيه والإرشاد أن المستشارين الذين سيتم تجنيدهم عبر كامل مراكز الامتحان سواء تعلق الأمر بامتحانات الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي سيكون لهم دور في التدخل السريع حين وقوع اضطرابات لدى التلميذ الممتحن، إذ يمكن للتلميذ عند اطلاعه على الموضوع أو بعد مدة من مُعالجته أن يتعرض إلى اضطراب نفسي ناجم عن الخوف أو الارتباك أو حتى بعد تلقيه صعوبة في حله، وقد ينهار فجأة أو تعترضه نوبة بكاء، كما أنه قد يغمى عليه، وعليه وجب تدخل الطبيب النفساني الذي عادة ما يتم تجنيده في كل مركز امتحان. ومن جهة ثانية، طالب المتحدث بأن تحضر وزارة التربية الوطنية دليلا تربويا من أجل تحديد مهام المستشار النفساني وكيفية تدخله خلال الحالات المستعجلة، إذ عادة ما تكون الإجراءات الخاصة بالحراسة خلال امتحانات نهاية التعليم الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي مشددة وخاصة “الباك”، فيمنع التلميذ من الاحتكاك مع أي شخص، وحسب المتحدث فقد يقع سوء تفاهم بين رئيس المركز أو الأستاذ الحارس مع المستشار النفساني ويتم تأويل تدخله على أنه محاولة لمساعدة التلميذ.