أيها الإخوة الكرام، لا بد من وقفة متأنية حول كلمة المعروف، المعروف تسمية رائعة، لأن الفطر السليمة من دون تعلم، من دون توجيه تعرفه ابتداءً، معروف بالفطرة من دون تعليم، من دون دراسة، من دون طلب علم، لأن منهج الله متوافق تماماً مع فطرة الإنسان، قال تعالى:
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه ﴾
[ سورة الروم: 30]
أيها الإخوة الكرام، يقول بعض العلماء: " من لم يكن في قلبه بغضٌ لما يبغضه الله ورسوله من المنكر الذي حرمه من الكفر والفسوق والعصيان لم يكن في قلبه إيمان أصلاً ".
من لوازم الإيمان أن تنكر المنكر، وأن تأمر بالمعروف، فإن لم تتألم لِما يغضب الله عز وجل فليس في القلب إيمان أصلاً.
أيها الإخوة الكرام، المعروف ما حسنه الشرع، وعرفته الفطر السليمة ابتداءً، وتطابق الشرع مع العقل، وتطابق الشرع مع الفطرة يؤكد أن المعروف يعرفه الإنسان ابتداء، وأن المنكر ينكره الإنسان ابتداء، بل إن الحيوان يعرف المنكر حينما يخطف قطعة لحم فيأكلها بعيداً عنك، تأكلها القطة بعيدة عنك، لأنها عرفت أن هذا منكراً، أما إذا أعطيتها قطعة لحم بيدك فتأكلها أمامك، ولا تخشى منك.
الفطر السليمة في الإنسان وفي غير الإنسان.
لكن أيها الإخوة الكرام، نخاف إن اعتمدنا الفطر فقط، لأن الفطر قد تنطمس، ما الذي يضبطها ؟ الشرع، الحسن ما حسنه الشرع المعروف ما أقره الشرط القبيح ما قبحه الشرع المنكر ما أنكره الشرع.