بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، لقد رسخ في الذهون أن المتعارف عن أهل الجزائر أنهم البربر، ولكن مع أنها حقيقة لا يمكن إنكارها ولكن الحقيقة الأكبر أن العرب الفاتحين لها والهجرات المتتالية لها من بني هلال جعلتها تتشكل بالغالبية العربية، وهذا الوضع له أعوام طويلة ولم يتغير الحال عنه .
هناك بعض المؤرخين يتحدثون عن الجزائريين أنهم من أصول أمازيغية، ولكن نحن نعلم أن الحقيقة هي أن الأمازيغ هم الذين كانوا يدعون بالبربر منذ القدم، والبربر كلمة يونانية أطلقت على السكان الأصلين لشمال أفريقيا، وقيل أن المسلمين عندما فتحوا الشمال الأفريقي سمع القائد المسلم كلامهم فكان كثيراً غير مفهوم، فقال لهم: "ما أكثر بربرتكم فسموهم بالبربر"، يعد أحدث غزو أو فتح جد على السكان القدامى هو الفتح الإسلامي، وحدث أنه عندما توغل الجيش الفاتح ثار الفزع في البلاد فرحل أهلها إلى الجبال، وبالأحرى قمم الجبال حتى تأمن الهجوم العربي، وبقيت المدن التي يسكنها الأمازيغ حتى الآن فوق الجبال .
وتأتي الشاوية بعد الأمازيغ في الترتيب فهم الأقل عدداً منهم، ولكن ليسوا أقل من فئات أخرى، والشاوية هم القبائل التي إختارت جبال الأوراس مخبأً مناسباً لها، ويعملون في زراعة الأراضي الجبلية، وهم أكثر إنعزالاً عن سكان البلاد من الأمازيغ، بحيث أن عدداً قليلاً منهم من يجيد اللغة العربية والفرنسية، وهذا يعود لقلة الإختلاط بالأمم الأخرى فهم كأنهم دولة أخرى في قلب البلاد .
يأتي بعدها الفئة الأقل من الشاوية، وهم بني مزاب، وهم يسكنون على بوابة الصحراء الكبرى، بحيث أنهم من أهم التجار في البلاد وإستطاعو أن ينقلوا أعمالهم إلى وسط العاصمة، وبالأخص في عمل البقالة .
ويأتي بعد بني مزاب يأتي القبائل الأقل عموماً في كل البلاد وهم الطوارق، ومن المتعارف عليهم أنهم لايحتكون في الناس من القبائل الأخرى، وأيضاً يدعى رجالهم بالرجال الزرق للباسهم الذي يأخذ اللون الأزرق، واشتهر رجالهم بالحجاب لغطاء الوجه دون النساء كعادة وحماية من رمال الصحراء أيضاً، ويعمل رجالهم في رعاية الجمال وتربيتها .
من المتعارف أن الجزائر فيها العديد من الأنساب والكثير من الأصول المتشعبة، ولكن كل هؤلاء يجمعهم الدين الإسلامي، والمذهب السني، وهذا من فضل الله وكرمه أما بالنسبة للأنساب المختلفة فهي أصول تعود للأجداد، وكل أب يعلم إبنه من أين أتت أصوله، ولكن كل الفئات تعيش على الأخوة والسلام .
ومن العرب ما تعود أصوله إلى أهل البيت وقريش ورحل مع الفتوحات، لنشر الدين الإسلامي، ويسمون بالأشراف والأجواد، وهناك من تعود أصولهم للإسبان الأندلسيين المسلمين الفارين من الغزو الأوروبي، وهناك من لهم أصول تركية وجاءوا في الفترة العثمانية، وكل هذا وأكثر يوجد في بلاد مثل بلاد الجزائر، التي كانت على مر العصور هي مركز الحضارات المختلفة، والتقدم، والتطور الفكري .
وأخيراً أريد أن أذكر بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال : "لافرق بين عربي، وأعجمي إلا بالتقوى" ....صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم....