أرجع رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني، المشاكل الصحية التي يواجهها الحجاج في البقاع المقدسة إلى قلة العناية الطبية، مؤكدا بأنه من الصعب جدا وضع أرضية تحدد بالضبط قائمة الأمراض التي تمنع صاحبها من أداء الركن الخامس، باستثناء الأمراض المستعصية.
وأفاد بركاني بأن المعاينة الطبية التي شرعت فيها اللجان الطبية على مستوى بعض الولايات هذا الأسبوع، ينبغي بأن تأخذ بعين الاعتبار سن الحجاج الجزائريين، لأنه بعد سن الستين من الصعب جدا أن لا يحمل الشخص أحد الأمراض المزمنة، وقد يكون المرشحون لأداء الحج يعانون من أكثر من مرض مزمن، وهو يعتقد باستحالة الاتفاق مع وزارة الصحة على تحديد الأمراض التي تجعل الشخص لا يستطيع تحمل مشقة الحج، بدعوى أن أغلب ضيوف الرحمان هم من المسنين، وأنه إذا ما أخذت اللجان الطبية بعين الاعتبار عاملي السن والمرض، فإنها قد تجد نفسها وضعت معظم الحجاج ضمن قائمة الممنوعين من السفر وأداء المناسك.
ويرى رئيس عمادة الأطباء بأن بعض الأمراض من بينها السكري والضغط الدموي لا تمنع المصابين بها من القيام بالحج، وذلك في حال ما إذا كانت الحالة متزنة ولا تشكل على صاحبها أية خطورة، وفي هذه الحالة يمكن للطبيب المرافق للحاج أن يتابع صحته يوميا، من خلال معاينة ارتفاع الضغط وكذا زيادة نسبة السكر في الدم، لكنه قال بأن المصابين بهذين المرضين لا يمكن معرفة كيف يمكن أن يكون رد فعلهم مع الحرارة المرتفعة وقساوة الجو، منتقدا بشدة إرسال أطباء بدرجة بروفيسور مع البعثة الطبية، مقترحا إرسال أطباء عامين يكون دورهم تقديم الإسعافات الأولية للمرضى، قبل إدخالهم للمستشفيات السعودية.
في حين ضبط الدكتور يوسفي، عضو اللجنة الولائية للبليدة بعض الأمراض التي لا يمكن لصاحبها القيام بمناسك الحج، من بينها الأمراض التنفسية المستعصية والسرطان في المراحل المتقدمة، والأمراض العقلية، والقصور الكلوي، لكنه أكد بأن هناك بعض الحالات يمكن متابعتها باستثناء التي تشكل عبءا على البعثة، موضحا بأن قائمة الأمراض يتم التدقيق فيها سنويا من قبل خبراء، وان التجاوزات التي تقع هي جد محدودة، ولذلك فإنه قلّما نجد أصحاب الأمراض المستعصية يؤدون المناسك، وهو لا يتفق مع فكرة إرسال أطباء عامين فقط ضمن البعثة، بدعوى أن المختصين الذين يرافقون الحجاج يضمنون المتابعة الطبية الكاملة، إلا في حال وضع المريض تحت الأجهزة الطبية.
وكشف الدكتور يوسفي بأن اللجان الطبية عاينت السنة الماضية 22 ألف حاج فازوا في القرعة، إضافة إلى 14 ألف حاج تحصلوا على جوازات الحج خارج الكوطة، وهؤلاء يشكلون عبءا كبيرا على اللجان الطبية، بسبب الضغط الذي يواجهه الأطباء في معاينة هذا العدد الكبير في ظرف أقل من شهر، لذلك فهم يضطرون لفحص أزيد من 100 حاج يوميا، في حين أن المعدل لا ينبغي أن يزيد عن 40 حاجا، ويتم فحص الحجاج خارج الكوطة حوالي شهرا واحدا فقط قبل بداية موسم الحج، في حين أن الحجاج النظاميين يستغرق فحصهم حوالي ثلاثة أشهر كاملة، وهو ما يترك للأطباء متسعا من الوقت لمعاينتهم والتأكد من نتائج التحاليل التي يجرونها قبل السفر.
واقترح المتحدث بأن يكون هناك تنسيق ما بين وزارتي الداخلية والصحة، من أجل تقديم موعد تسليم جوازات خارج الكوطة، لتسهيل العمل على اللجان الطبية.