نص الثّورة التّحريرية المسلّحة
الثّورة التّحريرية المسلّحة
تُعرف الثورة الجزائرية باسم"ثورة المليون ونصف المليون شهيد"، وهي حربُ تحريٍر وطنيةٍ ثوريةٍ ضدَّ الاستعمار الاستيطانيِّ الفَرنسيِّ قام بها الشّعب الجزائريّ بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائريّة وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمرّ أكثر من 130 عاما.
انطلقت الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية في الاول من نوفمبر 1954 ، تمّ توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع "الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني" وجاء فيه: "أن الهدف من الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني في إطار الشمال الأفريقي وإقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء الإسلامية. ودعا البيان جميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري ودون أدنى اعتبار آخر ، و تعتبر هذه الثورة تتويجاً لثورات أخرى سبقتها، كثورة الأمير عبد القادر و مقاومة أحمد باي ولالة فاطمة نسومر و ... ، ولكن هذه الثورة كانت أقوى تلك الثورات، وأشملها.
وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة وبنادقَ صيدٍ وبعِض الألغام بعمليّات عسكريّة استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد. ومع مرور الوقت (السنين) ازدادت الثورة اشتعالاً وعنفاً بسبب تجاوب الشعب معها، وأقام جيش التحرير مراكز جديدة ونشطت حركة الفدائيين في المدن. كما تمكّن جيش التحرير من إقامة بعض السلطات المدنية في بعض مناطق الجنوب الجزائري وأخذت تمارس صلاحياتها على جميع الأصعدة.