1 – الإخلاص:
أيها الإخوة الكرام، من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإخلاصُ، ينفعك مع الإخلاص قليل العمل وكثيرُه، ولا ينفعك من دون إخلاص قليله ولا كثيرُه.
2 – العلمُ:
شيء آخر، العلم، يجب أن تأمر، وأن تنهى وأنت تعلم ماذا تأمر، وماذا تنهى، لا بد من أن تكون مخلصاً، ولا بد من حد أدنى من العلم.
3 – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المتفق عليه:
ينبغي أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيما كان متفق عليه، الآن بعض المتحمسين ينكرون على بعض المسلمين ما هو موضوع خلافي، لا يجوز أن تنكر المنكر إلا إذا كان متفقاً عليه.
4 – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الظاهر لا بالتجسس:
وأن يكون ترك المعروف وفعل المنكر ظاهراً تراه عينك، لا تحتاج معه إلى تجسس، كإنسانٍ ظاهره صالح، وتقول له: ماذا تفعل مساءً في الليل ؟ ليست هذه مهمتك، رأيته لا يصوم في رمضان، يشرب أمامك، وهو صحيح معافى، المعروف الذي يجب أن تأمر به، والمنكر الذي ينبغي أن تنهى عنه ما تراه بعينك، لا ما تصل إليه بالتجسس، هذا ليس من صفات المؤمنين.
5 – عدمُ تفويت معروف وحصولِ منكر:
شيء آخر، أيها الأخوة، ألا يترتب على الأمر بالمعروف تفويت معروف أعظم أو على النهي عن المنكر تحصيل منكر أشد، فليس بخيركم من عرف الخير، و لا من عرف الشر، و لكن من عرف الشرين، و فرق بينهما و اختار أهونهما.
6 – الرفق ومراعاة التدرج:
وفي الحديث عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ))
[ مسلم ]
7 – الورعُ:
ثم من آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الورع، لأنّ الورع يقوّي مركزك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذا الرفق واللين كما قلت قبل قليل،
(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ))
8 – التواضعُ:
﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) ﴾
[ سورة الشعراء]
أنا على حق، و قد أكون مخطئاً، والطرف الآخر على باطل، وقد يكون مصيباً:
﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) ﴾
[ سورة سبأ: 24]
8 – الصبر والحِلم:
أي اُدْعُه مرة وثانية وثالثة ورابعة بتلطف، وتهذيب ورفق، ومودة، وبينك و بينه على انفراد.
9 – كونُ الآمرِ بالمعروف والناهي عن المنكر في المستوى:
أيها الإخوة الكرام، أما الشيء الأول فإنك لن تستطيع أن تأمر بالمعروف، ولا أن تنهى عن المنكر إلا إذا كنت في مستوى المعروف والمنكر، أما حينما يرى فيك المدعو مسافة بين أقوالك وأفعالك فإنه تنطبق عليك الآية الكريمة:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) ﴾
[ سورة الصف ]
10 – اللين ولو مع أكفرِ مخلوق:
شيء آخر: أكفر كفار الأرض فرعون الذي قال:
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) ﴾
[ سورة النازعات: 24]
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
[ سورة القصص: 38]
قال الله لنبيه الكريم موسى عليه السلام و لأخيه:
﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ﴾
[ سورة طه ]
إخواننا الكرام: رجاء دققوا في هذا المثل: سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام سيد الخلق، و حبيب الحق، و سيد ولد آدم، و هو الذي وصل إلى سدرة المنتهى، سيد الأولين و الآخرين يوحى إليه، أوتي القرآن، أوتي المعجزات، فصيح اللسان، واضح البيان، جميل الصورة، رحيم، حيي، كل هذه الكمالات يخاطبه الله بالذات: و لو كنت أنت يا محمد:
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
[ سورة آل عمران: 159]
أنت أنتَ بالذات مع كل هذه الكمالات، مع كل هذه الإمكانات، مع كل هذه الخصائص، وحي، و قرآن، و معجزات، و فصاحة، و بيان، و أدب، و رحمة، فكيف بالذي ليس عنده وحي و لا بيان، و لا جمال، ولا نسب، و هو غليظ في دعوته، متشدد فيها، لا يستخدم إلا أقسى الكلمات، و لا ينطق إلا بأصعب العبارات ؟ من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف، و من نهى عن منكر فلينه عن المنكر من دون منكر.