أيها الإخوة الكرام، ما لم يكن هناك أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر فالمشكلة كبيرة جداً، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يضيق دوائر الباطل، ويوسع دوائر الحق.
اشترى إنسان الخمر، وركب مركبة عامة، فالسائق بدافع من ورعه وغيرته على هذا الدين ما سمح له أن يركب، وكان في أزمة سير خانقة، يقول هذا الذي اشترى الخمر، ولم يقبل السائق أن يركبه معه، يقول: والله هذا السائق أحد أسباب توبتي، وقف ساعة ونصفا ولم يجد سيارة، لأنه حامل للخمر، فلذلك ندم.
هناك طبيب قلب بعد أن أجرى عملية جراحية قدمت له هي هدية زجاجة خمر غالية جداً، فرفضها بشدة، فقال له الذي قدمها له: قدِّمْها لمن تريد، قال: أنا لا أشرب الخمر، ولا أقدمه هدية لأحد، يقول هذا المريض الذي شفي من عملية خطيرة: والله هذا الطبيب سبب توبتي.
سائق سيارة على خط بيروت دمشق جاءه شاب وشابة ليركبا معه من بيروت إلى دمشق، ركبا، قالا له: انتظر ربع ساعة سوف تأتي حقيبة فانتظر، يبدو أن الوقت طال عن ربع ساعة، فالسائق ضجر، ثم جاء رجل كبير في السن في سن السبعين حاملا حقيبة على رأسه، وقدمها، فهذا الشاب ضربه على رأسه، قال له: لماذا تأخرت ؟ السائق ما انتبه، وُضعت المحفظة، وانطلقت السيارة، بعد ربع ساعة من سير المركبة تقول هذه الشابة زوجته للشاب: أيحق لك أن تضرب أباك ؟ فأوقف السائق المركبة، قال له: هذا أبوك !؟ أنزل وهذا المبلغ، هذا السائق على بساطته، وعلى ثقافته المحدودة لقن درسا لهذا الشاب لا ينسى.
لو أن كل واحد منا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر الباطل تضيق دوائره ، لكن كل واحد منا يسكت فيؤثر السلامة، وما يريد أن يحرج أحدا، ولا يريد أن ينكشف اتجاهه الديني ولا يريد أن يُسأل، هو يمشي مستقيما، وانتهى أمره، لذلك قال تعالى: المُصلح يتكلم كلمة الحق
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) ﴾
( سورة هود)
...