سمات المجتمع المسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم:

سمات المجتمع المسلم %20%202

يتميز المجتمع الإسلامي بعدة سمات و على رأسها أنه مجتمع :

1- ملتزم بالشرع.

2- مجتمع جاد.

3- مجتمع آمن.

من أهم سمات المجتمع المسلم أنه ملتزم بشرع الله، و نعني بهذا أن لهذا المجتمع مرجعيته(الكتاب و السنة) يصدر عنها المجتمع في كل تصرفاته، فهي التي تدير شؤون أفراده، و تصرفاتهم مصداقا لقوله تعالى"إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولئك هم المفلحون).

إن الالتزام بالشرع هو الجانب العملي في العقيدة ،و هو دليل قوة الاستمساك بالعقيدة

إذ الاستمساك بالعقيدة يتجلى في تجسيد مقتضاتها في العمل ،و العمل جزء من العقيدة يعلوا بعلوها و ينحط بانحطاطها.

و هذا يعني أن المجتمع الإسلامي يحتكم إلى قاعدة (الحسن ما حسنه الشرع ،و القبيح ما قبحه الشرع، فتكون تصرفات الأفراد و أخلاقيات المجتمع وفق أوامر الشريعة الإسلامية لاعلى الأهواء البشرية.

ويرى أن ذلك أن جرءا من التزامه الديني ،و عبودية الله تعالى

و من السمات الأساسية للمجتمع المسلم (سمة الجدية)،

فهو مجتمع جاد لا مكان فيه للعبثية ، و الانشغال بسفاسف الأمور .

و يمكن أن نعد الحرص على العلم النافع، و العمل الصالح ،أبرز مظهرين يتجلى من خلالهما جديه هذا المجتمع.

العلم قيمة عليا من قيم المجتمع المسلم ، لا تفارقه و لا تنفك عنه ما دام يحمل إسم الإسلام.

فالعلم في الإسلام هو كل علم نافع يقربك من الله تعالى ،و يزيد من خشيتك له، و يدفع بك إلى العمل الصالح ، و يدخل في هذا العلم كل علم نافع.سواء كان دينيا أو مدنيا

فالمجتمع الإسلامي يرحب بهذا العلم ، و يهيئ له المناخ المناسب ،لأنه الوسيلة الفاعلة لتحقيق نقاط ثلاث :

1- توجيه الفكر.

2- إصلاح العمل.

3- إيجاد الوازع النفسي

و كل علم لا يكون وسيلة لتحقيق إحدى الغايات السامية للمجتمع نصنفه على أنه علم غير نافع.

و قد أرشدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى هذا الفهم ،حين استعاذ من هذا العلم بقوله"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع".

المظهر الثاني لسمة الجدية:

العمل الصالح : العلم النافع هو الذي يثمر عملا صالحا ،فهما متلازمان و لا يتصور انفصالهما، إذ لا يكون العمل صالحا مالم يبن على علم نافع، و لهذا قدم الله تعالى الأمر بالعلم على الأمر بالعمل في قوله تعالى( فاعلم أن لا إله إلا الله و استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات).

و لا قيمة لعلم ما لم يتبعه عمل صالح ، و لا لقول لا يتبعه فعل ،و لهذا حذرنا ربنا جل جلاله من وضع تسوده الأقوال ،و تعوزه الأفعال، حيث قال (يا أيها الدين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون'

إن مفهوم العمل الصالح مرتبط بمفهوم العبادة كما يفهمها المجتمع المسلم، فدائرة العمل الصالح واسعة جدا تشمل الحياة و ما فيها ،و لا تختص بالشعائر التعبدية كما تشمل كيان الإنسان كله ظاهره و باطنه .

و هذا ما أوضحه إبن تيمية رحمه الله تعالى .حين عرف العبادة فقال (هي إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة).

فكل عمل يؤدي إلى مرضاة الله تعالى و يجلب النفع للبشرية، فهو عمل صالح يرحب به المجتمع الإسلامي).

بينما يضيق المجتمع الإسلامي على الأعمال العبثية ،بكل أنواعها لأنها مضيعة للوقت و الجهد ، فلا مكان لمجتمع أنيطت به مهمة خلافة الله تعالى فى الأرض أن له متسع من الوقت ،أو فائض من الجهد لمثل هذه الأعمال مهما حاول أهلها تزيينها وتسويقها للناس

مظهر آ خر لسمة الجدية : السماحة

إن السماحة سمة.بارزة في المجتمع الإسلامي فهى ظاهرة في ثنايا الإسلام كله.

فالأحكام الشرعية مبنية على التسامح (فمن أضطر غير باع و لا عاد فلا إثم عليه)

و الله تعالى يصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالسماحة (.ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم ، واغفر لهم، وشاورهم فى الأمر)150آل عمران

و يأمر أتباعه بالسماحة و اليسر في تعاطيهم مع أحكام الشرع (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، ويسروا ولاتعسروا).

في حالات البيع و الشراء، و أماكن الاحتكاك العامة (رحم الله رجلا سمحا إذا باع و إذا اشترى و إذا قضى ، وإذا اقتضى)

ومن سمات المجتمع الإسلامي بأنه مجتمع آمن ،و الأمن هو تحقق السكينة و الطمأنينة و الاستقرار على مستوى الفرد و الجماعة و الاسلام يعد الأمن .نعمة و فضلا و هو عامل من أهم عوامل النهضة ، والتنمية.

فهناك تلازم واضح بين الأمن و الإيمان ،و بين الخوف والجوع ،وانعدام الأمن(ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف.بما كانوا يصنعون"