أيها الأخوة ، في قراءة التاريخ موعظة كبيرة ذلك أن التاريخ ينطوي على قوانين، والله أيها الأخوة من أعماق أعماقي أنا أخاطب أي واحد منكم، أخاطب مجموعة، أخاطب واحداً على مستوى مؤمن، في هذه الأيام يوجد مشكلات، عقبات، طرق مسدودة، أبواب مغلقة، إحباطات، ارجع إلى نفسك أريد أن أضرب مثلاً لعله يوضح الحقيقة، إنسان تلقى ضربة قاسية جداً بعصا هو إنسان عاقل هل يمكن أن يحقد على العصا؟ خشبة إذا حقد على هذه الخشبة فهو مجنون ينبغي أن يحقد على من ضربه بها أليس كذلك؟ أنا حينما أرى مشكلة جفاف أحياناً، حر لا يحتمل، قهر، فقر، شدة، ذلّ، أنا حينما أرى مشكلة أسأل من ساقها إلي؟ يقيناً هو الله، الله كامل، الله عز وجل كماله مطلق، الله عز وجل صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، أنا لا أمكن أن أحكم على العصا لأنها أداة ودققوا في هذه الكلمة: الأقوياء في الأرض عصي بيد الله، أنا لا أحقد على العصا بل أتألم ممن ضربني، فإذا كان الضارب المسبب المقدر هو خالق الأكوان الرحمن الرحيم الحكيم العليم العدل معنى ذلك يجب أن أرجع إلى نفسي.
أيها الأخوة ، والله أي واحد منا في شؤون حياته اليومية، في علاقاته، في عمله، علاقاته بأهله، علاقاته بأولاده، علاقاته بجيرانه، علاقاته بمن حوله، إذا حكم هذا القانون: جاءتني إساءة من زيد، زيد بيد الله من سمح له؟ من أعانه؟ من قدر له أن يؤذيني؟ من سلطه علي؟ الله، الله صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، إذاً هناك مشكلة عندي، لو تتبعت المسلمين في تاريخهم الطويل بعد القرون الثلاثة الأولى النبي عليه الصلاة والسلام شهد لهذه الأمة بثلاثة قرون خيرة، لكن بعد هذه الثلاثة بدأ الخط البياني ينزل وينزل، قد يصعد قليلاً ثم ينزل وهكذا. كل ما تعانيه الأمة الإسلامية بعد القرون الثلاثة هناك محاولات للإصلاح، محاولات قديمة، ومحاولات متوسطة في العصور المتتابعة، ومحاولات حديثة، كل هذه المحاولات تنتظر التغيير من الخارج، ولأن كل هذه المحاولات تنتظر التغيير من الخارج لن تنجح، التغيير من أين يبدأ؟ من الداخل، كلام واضح كالشمس، كلام منجح ومسعد....
فهل من سامع ..ومستمع